المغرب يرسخ مكانته كسوق جديد للقمح الكازاخيستاني وسط ارتفاع قياسي للصادرات

شهدت العلاقات التجارية الزراعية بين المغرب وكازاخستان تطورا لافتا خلال العام الجاري، حيث كشفت بيانات حديثة صادرة عن “اتحاد الحبوب الكازاخي” أن المملكة استوردت أكثر من 158 ألف طن من القمح خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، ما جعلها ضمن أبرز الأسواق الجديدة للقمح القادم من آسيا الوسطى.
ووفق الأرقام الرسمية، من المتوقع أن يصل إجمالي صادرات القمح الكازاخي بنهاية الموسم الزراعي الحالي إلى حوالي 7.7 ملايين طن، بعد أن تم شحن أكثر من 6 ملايين طن ما بين شتنبر وماي الماضيين، بزيادة بلغت 47% مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم السابق.
وخلال ماي وحده، بلغت صادرات القمح نحو 617 ألف طن، لتسجل ثالث أعلى معدل شهري في الـ15 عاما الأخيرة، رغم تراجع طفيف بنحو 57 ألف طن مقارنة بأبريل المنصرم.
وفي هذا السياق، أكد يفغيني كارابانوف، رئيس قسم التحليل باتحاد الحبوب الكازاخي، أن المغرب عزز وارداته من القمح الكازاخي في ماي بإضافة 47.5 ألف طن، ليدخل بذلك قائمة المستوردين الجدد إلى جانب الجزائر التي استوردت لأول مرة أكثر من 8 آلاف طن.
كما شملت قائمة الأسواق الجديدة دولًا مثل النرويج، هولندا، المملكة المتحدة، الإمارات، العراق، وفيتنام، مع تسجيل زيادات لافتة في التصدير نحو جورجيا وأذربيجان.
وأوضح كارابانوف أن هذه القفزة في الصادرات جاءت بفضل سياسة دعم حكومية لنفقات النقل، والتي تتراوح بين 300 و500 دولار للطن الواحد، وقد تلقى المزارعون حتى نهاية يونيو، أكثر من 420 طلبا للاستفادة من هذا الدعم.
ومن جهة أخرى، أظهرت البيانات ارتفاع واردات أوزبكستان بنسبة 36%، وطاجيكستان وأفغانستان بنسبة 28% و63% على التوالي، فيما تضاعفت الصادرات إلى أذربيجان بشكل غير مسبوق بمعدل 255 مرة، وقفزت إلى قيرغيزستان بأكثر من ستة أضعاف، وفي المقابل، سجلت الصين تراجعا بنسبة 2.7% في وارداتها.
ويذكر أن شركة “برودكوربوراتسيا” الحكومية أعلنت، في أبريل الماضي، عن توقيع اتفاقيات أولية لتصدير الحبوب إلى المغرب ودول شمال إفريقيا، متوقعة أن تتجاوز الشحنات الموجهة للمنطقة 300 ألف طن مع نهاية الموسم.