حملة مغرضة تستهدف محمد امهرسي النائب الأول لرئيس جماعة تارودانت

يوليوز 4, 2025 - 12:33
 0
.
حملة مغرضة تستهدف محمد امهرسي النائب الأول لرئيس جماعة تارودانت

انتشرت بمدينة تارودانت على وجه الخصوص ظاهرة الانتقادات الهدامة والسب والشتم في مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع في الآونة الأخيرة، فأصبحت مرتعا لذوي النفوس الضعيفة ووعاء لتفريغ عقدهم وضغوطاتهم النفسية غير آبهين بما سيترتب عن ذلك من أذى نفسي لمن يقصدونه بكلامهم، فترى لماذا أصبح هذا الكم الهائل من الحقد والكره العلني يطغى على التعليقات والمنشورات العمومية؟ 

لعل كل هذا وذاك راجع إلى الحرية المطلقة التي تحس بها هذه الفئة وهم وراء شاشاتهم بلا رقيب أو حسيب، وأيضا اعتقادهم بأن العالم الافتراضي يمتعهم بحرية تعبير غير مشروطة؛ فيمنحون أنفسهم الحق بقول كل ما يحلو لهم دون التزام وأدب أو تقدير لشعور من يوجهون له الكلام.

فما نراه ونسمعه ونعيشه يوميا عبر الصفحات الفيسبوكية ،منها ما هو تابع لموقع إلكتروني غير ملائم من جهة، وصفحات اخرى بأسماء مستعارة لأشخاص بألوان سياسية مختلفة وآخرون لهم حسابات شخصية غامضة مع بعض المنتخبين ببلدية تارودانت خاصة مع النائب الاول لرئيس المجلس الجماعي، وهو من ابناء المدينة، وجوده على رأس البلدية بالنيابة، وضعه بموقع الفزاعة والشمعدان (مطرب الحي لا يطرب).

وبحسب شهادة الساكنة الرودانية، فقد قام بتشغيل اغلب الشباب والشابات من بنات واولاد البلاد (اغلبهم من الاحياء الفقيرة بالمدينة)، وهذه بادرة طيبة لم يقم بها من قبل اي مسؤول بمدينة تشهد تقل فيها فرص العمل وهذه تضحية يؤدي ثمنها غاليا رب العمل (حن تمحن).

ودائما ما كان يشد انتباهنا سلوك هذه العينة من البشر، فنتساءل عن الدافع الحقيقي الذي يدفعهم على ارتكاب تلك المغالطات والممارسات العدوانية وراء الشاشة. ونكاد نجزم أن أي شخص يتعمد الإساءة لأخر دون تبرير أو غاية بحتة ما هي إلا وسيلة يلجأ إليها أملا في تعويض نقص يحسه به تجاه نفسه أو تجاه الاخرين، فبإساءته تلك يخيل إليه أنه برز شخصيته وقوته ولكنه في الحقيقة لجأ لذلك ليخفف عن نفسه شعوره بالإحباط أو تنفيسا لضغوط نفسية يمر بها، وأيضا نتيجة لفراغ يعيشه جراء عدم تحقيقه لذاته أو سخطه على واقع يعيشه أو مجتمع يحيط به. كما يمكن أن نرجح سبب هذه السلوكيات إلى ضعف في النضج الفكري واضطراب في السيطرة على النفس وعجز في كبح نزعة العدوانية تجاه الأخرين.

إن هذه الشتائم والتعابير الجارحة لا تكون دائما موجهة لأشخاص قدموا محتوى ومنشورات لا ترقى لمستوى جيد أو هادف، بل يمكن أن تكون موجهة أيضا لأشخاص ذنبهم فقط أنهم أظهروا نفسهم لأول مرة للعلن وحاولوا تقديم محتوى جديد، أو جاؤوا بأفكار مبتكرة ليفيدوا بها الناس، وهذا ما يؤكد حتمية وجود خلل نفسي يعاني منه هؤلاء الأشخاص؛ فبدلا من التشجيع أو النقد الهادف البناء نرى كما هائلا من التعليقات المحبطة الجارحة والمسيئة لهذا الشخص وذلك فقط لأنهم رأوا ما يقدمه غير ضروري ومضيعة للوقت مثلا أو كان خارج نطاق اهتماماتهم، وفي أحيان أخرى تبتعد التعليقات كليا عن مضمون المحتوى ونراها تميل إلى التركيز على ظاهر الشخص فقط، كانتقاد شكله مثلا، نبرة صوته، خجله الظاهر أحيانا، ملابسه وطريقة كلامه.