دراسة جديدة تكشف مصادر قوية لمضادات الأكسدة خارج التوت

أظهرت دراسة حديثة أن مضادات الأكسدة، المعروفة بدورها في حماية الجسم من الجذور الحرة، لا تقتصر فقط على الأطعمة الشائعة مثل التوت الأزرق، بل تتوفر بوفرة في عدد من الأغذية الأخرى التي قد تكون أكثر فاعلية في تقليل الأضرار الخلوية المرتبطة بالإجهاد التأكسدي.
وبحسب ما أورده موقع "Healthline" الطبي، فإن الجذور الحرة، رغم كونها ضرورية لبعض العمليات الحيوية داخل الجسم، إلا أن ارتفاع مستوياتها يؤدي إلى حالات مرضية مزمنة وخطيرة، منها أمراض القلب، والخرف، والسرطان، فضلا عن ارتباطها بالشيخوخة المبكرة.
وأكدت الدراسة أن مضادات الأكسدة تسهم بفعالية في تنظيم مستويات الجذور الحرة، ما يقلل من احتمالية تلف الخلايا ويحافظ على صحة الجسم العامة. ورغم توفر المكملات الغذائية الغنية بمضادات الأكسدة، فإن الأطعمة النباتية تبقى المصدر الأكثر تنوعا وكفاءة للحصول عليها.
وفي مقدمة هذه الأغذية، برزت الشوكولاتة الداكنة كخيار غني بمضادات الأكسدة، خاصة الأنواع التي تحتوي على نسب عالية من الكاكاو، والتي تزخر بمركبات الفلافونويد، البوليفينول، البروسيانيدين، والثيوبرومين، وهي مركبات معروفة بقدرتها على مكافحة الالتهابات وتعزيز صحة الأمعاء.
وشملت القائمة أيضا بعض أنواع المكسرات مثل الجوز والبقان، والتي تُعرف بقدرتها على تعزيز الوظائف الإدراكية وتقليل خطر الإصابة بالخرف، إلى جانب غناها بمضادات الأكسدة، لاسيما فيتامين E، بنسبة تفوق تلك الموجودة في التوت الأزرق.
كما أشارت الدراسة إلى أهمية الفواكه مثل التفاح، الرمان، وتوت الغوجي، والتي تحتوي على مركبات مضادة للأكسدة ذات تأثيرات إيجابية موثقة، منها البيتا كاروتين والفلافونويدات، والتي تساعد على الوقاية من أمراض القلب والسرطان وتحسين أداء الكبد والدماغ.
وفي السياق ذاته، صنفت وزارة الزراعة الأميركية مجموعة واسعة من الأغذية باعتبارها مصادر رئيسية لمضادات الأكسدة، أبرزها الفاصوليا الحمراء، التوت البري، اللوبيا، الخرشوف، الفراولة، الكرز، والخضراوات الورقية الداكنة.
وتؤكد هذه النتائج على أهمية تنويع النظام الغذائي ليشمل مصادر متعددة وغنية بمضادات الأكسدة، بما يعزز مناعة الجسم ويقلل من خطر التعرض للأمراض المزمنة، دون الاعتماد على نوع واحد فقط من الأغذية، مثل التوت، الذي وإن كان فعالا، إلا أن بدائله قد تكون أكثر فاعلية في بعض الحالات.