زورا وأرشاش يتألقان في احتفالية رأس السنة الأمازيغية بأكادير (صور)

شهدت القصبة التاريخية أكادير أوفلا مساء يوم الإثنين 13 يناير أجواء احتفالية استثنائية بمناسبة رأس السنة الأمازيغية، حيث نظمت جمعية تيميتار وبلدية أكادير سهرة فنية مميزة، أحيتها الفنانة المتألقة "زورا" وسط حضور جماهيري غفير من المواطنين المغاربة والسياح الأجانب.
وقد أبهرت الفنانة "زورا" الحضور بأدائها الموسيقي المتفرد، حيث مزجت بين الإيقاعات الأمازيغية الأصيلة والنغمات المبتكرة بأسلوبها العصري، مقدمةً وصلات موسيقية جمعت بين تناغم الأوتار ورقة الألحان، ما أضفى على السهرة طابعًا فنيًا راقيًا يمزج بين الأصالة والتجديد.
وفي لحظة وفاء مؤثرة، خصّت زورا تانيرت جمهورها بفقرة موسيقية استثنائية لتخليد ذكرى الموسيقار الراحل عموري مبارك، أحد رواد الأغنية الأمازيغية الملتزمة. وقدمت مقطوعات موسيقية مستوحاة من إرثه الفني، في لحظة اعتراف وعرفان أضفت على الأمسية طابعًا وجدانيًا عميقًا.
وشارك في إحياء هذه السهرة أيضًا الفنان الكبير علي شوهاد، قائد مجموعة أرشاش، الذي أطرب الحاضرين بأغانيه الملتزمة ذات الرسائل العميقة، إلى جانب الفنانة الاستعراضية عائشة تاشينويت التي ألهبت المنصة برقصاتها، بالإضافة إلى مجموعة تيسينت التي أضفت على السهرة أجواءً موسيقية ذات إيقاعات تراثية.
وتفاعل الجمهور الذي حج بكثافة إلى هذه الاحتفالية بشكل كبير مع مختلف الفقرات الموسيقية، حيث تجاوب مع الأهازيج والأغاني الأمازيغية في مشهد يعكس الانسجام بين الفنانين والحضور. وهو ما جعل القصبة التاريخية أكادير أوفلا تتحول إلى مسرح مفتوح احتضن تمازج الإيقاعات والنغمات، في لوحة فنية جسدت عمق الثقافة الأمازيغية وتنوعها الموسيقي.
وتُعد هذه السهرة احتفاءً حقيقيًا بالموروث الموسيقي الأمازيغي وفرصة لإبراز الإبداعات الفنية التي تجمع بين التراث والتجديد، مؤكدةً على أهمية الفنون كجسر للتواصل بين الثقافات والشعوب.