كيف يمكن أن يتدخل الذكاء الاصطناعي في قلب السلطة الأكاديمية لتجفيف منابع متلازمة قيليش؟

بنعزوز عبد الغني
قد يبدو أن الفساد المتجذر في علاقة الأستاذ بالطالب، خاصة حين يتعلق الأمر ببيع شهادة الماستر، خارج عن نطاق التكنولوجيا. لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه التدخل من خلال:
تفكيك احتكار الأستاذ لعملية التقييم: عبر أنظمة تقييم ذكية للبحوث والعروض العلمية، يتم إشراك خوارزميات موضوعية تقيس جودة العمل واستحقاقه، مما يقلص من تحكم الأستاذ الفردي في مصير الطالب.
تتبع رقمي دقيق للمسار الأكاديمي: من خلال منصات تعليمية رقمية مؤتمنة مثل منصة tilmicode ، يتم رصد كل مشاركة علمية للطالب، وحين تُمنح شهادة دون جهد موثق، يطلق النظام إشارات حمراء تلقائيًا.
تحليل سلوكي لممارسات التقييم: عبر خوارزميات ترصد الأنماط غير الطبيعية، مثل تفوق طلاب معينين بشكل متكرر، أو وجود فجوة بين تقييم الأستاذ وتقييمات النظام، ما يُسهم في كشف التجاوزات.
رقمنة المداولات: من خلال اعتماد أنظمة شفافة ولامركزية لحفظ الملاحظات والعلامات (مثل البلوكشين)، يصبح من الصعب تغيير العلامات في الخفاء، وتُصبح كل عملية قابلة للتتبع والمساءلة.
مراجعة خارجية مستقلة بالذكاء الاصطناعي: يمكن للجامعات التعاون مع شركات مستقلة التي تعتمد الذكاء الاصطناعي لمراجعة عشوائية للملفات الأكاديمية والنتائج، مما يخلق رقابة غير خاضعة لنفوذ داخلي.
بذلك، لا يتم منع الفساد بالقوة، بل يتم تجفيف منابعه، وخلق بيئة رقمية يصعب فيها التلاعب دون أن يُكشف.
رفع كفاءة التلاميذ والطلبة: تعليم مخصص وذكي
الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على مكافحة الغش، بل يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة التعلم مثل ما نقترح اليوم عبر نظام الذكاء الاصطناعي Tilmid+ بمنصة Tilmicode :
أنظمة التعلّم التكيفي (Adaptive Learning): تتيح تقديم محتويات دراسية تتكيّف تلقائيًا مع مستوى كل متعلم، فتسد الثغرات، وتُعزز نقاط القوة، مما يقلص الهدر المدرسي ويرفع نسب النجاح.
مساعدون افتراضيون ذوو طابع تعليمي: روبوتات المحادثة (chatbots) القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُساعد المتعلمين على مدار الساعة في فهم الدروس، وتحضير الامتحانات، واستيعاب المفاهيم المعقدة.
تحليل البيانات التربوية (Learning Analytics): تحليل سلوكيات التعلّم يمكّن من تقديم توصيات دقيقة للأساتذة والإداريين من أجل التدخل المبكر لصالح المتعثرين أو المتفوقين.
لكن إدماج الذكاء الاصطناعي لا يجب أن يتم كإجراء ترقيعي معزول، بل ضمن رؤية إصلاحية شاملة تشمل:
تأهيل الكوادر التربوية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بكفاءة.
رقمنة المنظومة التعليمية لتوفير بنية تحتية تكنولوجية متينة، خصوصًا في العالم القروي.
منصة Tilmicode اليوم تقترح كل هذه الحلول الناجعة و الواقعية. صحيح، الذكاء الاصطناعي ليس عصا سحرية، لكنه بلا شك أداة جبارة تستطيع أن تُسهم في تحصين المدرسة المغربية من مظاهر الغش، ورفع جودة التعليم، وبناء جيل يؤمن بالكفاءة والاجتهاد. إن الفضيحة الأخيرة يجب ألا تمر مرور الكرام، بل أن تكون جرس إنذار يدفعنا لاعتماد إصلاح جذري، تتعاضد فيه التقنية مع الأخلاق، من أجل مستقبل تعليمي أكثر نزاهة وإنصافًا وفعالية.