محمد جبارة ينقل نبض الشارع في رائعته "فاض الكاس"

أطلق الفنان المغربي محمد جبارة مؤخرًا ألبومه الجديد "السواكن تسوكين"، الذي يضم مجموعة من الأغاني التي تتنقل بسلاسة بين القضايا الاجتماعية الجارحة والمواضيع العاطفية العميقة. كعادته، يسعى جبارة إلى التجديد المستمر وملامسة نبض الجمهور، محاولًا عبر أعماله الموسيقية تقديم رؤية إبداعية تتماهى مع هموم الناس وتطلعاتهم.
ضمن هذا الألبوم، برزت أغنية "فاض الكاس" كصرخة غنائية مدوية في وجه الظلم الاجتماعي والتفاوت الطبقي الذي بات يضرب عرض الحائط بمفهوم العدالة الاجتماعية. الأغنية، التي أبدع في صياغة كلماتها الكاتب والسيناريست علي الداه، تعكس واقع الطبقات الهشة التي ترزح تحت ثقل الحياة وضغوطها المتزايدة. يقول جزء من كلمات الأغنية:
> من حالنا تبكي لعيان
شاخو شابو صبيان
من حالنا وليت نخاف
من صغرنا رابو لكتاف
"فاض الكاس" ليست مجرد عمل موسيقي، بل هي رسالة احتجاجية مغناة، تسلط الضوء على حالة الإحباط الجماعي جراء تراجع الثقة في السياسات العامة، وتراكم الخيبات التي أرهقت كاهل الشعوب. في مقطع آخر، تأتي الكلمات لتعبر عن نفاد الصبر واحتقان النفوس:
> ثقنا فيكم بلا قياس
صبرنا وفاض الكاس
الهم وشوك الوسواس
تحرقات قلوب الناس
وفي خطوة تعكس وعي الفنان محمد جبارة بأهمية الصورة في تعزيز الرسالة الموسيقية، جاء الفيديو كليب برؤية إخراجية حملت توقيع أشرف معدادي، حيث تم تصوير المشاهد بالألوان الأبيض والأسود، لتجسيد التناقضات الحادة بين النور والظلام، بين الأمل واليأس. وتم توظيف الرقص التعبيري، الذي أبدع فيه الفنان سهيل، كوسيلة بصرية تنقل معاناة الإنسان، ورغبته في التحرر من قيود الواقع بحثًا عن بصيص أمل في نهاية النفق المظلم.
الجانب الموسيقي للأغنية جاء متناغمًا مع رسالتها القوية، حيث اعتمد محمد جبارة على توزيع موسيقي متقشف يعكس أجواء التوتر، مستندًا إلى ألحان مؤثرة تترجم مشاعر الحيرة والأسى، فيما تميز الأداء الصوتي بلمسة درامية جسدت الألم والاحتجاج في آن واحد.
"فاض الكاس" ليست مجرد أغنية، بل هي دعوة صادقة لإعادة النظر في المفاهيم الكبرى التي تحكم الحياة، الإنسان، الثقة، والأمل في غد أكثر إشراقًا.