ملفات اجتماعية ووطنية تغذي الصراع الحزبي في المغرب قبل 2026

يوليوز 4, 2025 - 20:55
 0
.
ملفات اجتماعية ووطنية تغذي الصراع الحزبي في المغرب قبل 2026

بدأت ملامح حملة انتخابية مبكرة في المغرب، رغم تبقي أكثر من عام على موعد الانتخابات التشريعية المقررة في صيف 2026، حيث تصاعدت وتيرة الخطاب السياسي بين الأحزاب الرئيسية التي تسعى إلى كسب تأييد المواطنين عبر استثمار ملفات حيوية واجتماعية ووطنية.

ويبرز حزب التجمع الوطني للأحرار في مقدمة الأطراف السياسية التي تحركت بفعالية على هذا الصعيد، حيث يركز قادته على تسويق حصيلة عمل الحكومة برئاسة عزيز أخنوش، مستغلين ملفات الدعم الاجتماعي المباشر، ومكافحة الغلاء، إلى جانب الانخراط في ملف تنظيم كأس العالم 2030.

وتتخذ تصريحات أخنوش وأعضاء حزبه أبعادا انتخابية واضحة، حيث يروجون لإنجازات حكومية في مجالات الحماية الاجتماعية وكبح التضخم، مستندين إلى أرقام رسمية تدعو إلى تراجع معدل التضخم بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مع التأكيد على الاستقرار السياسي والحكومي كعامل رئيسي في تحقيق هذه النتائج.

كما لا يخفي الحزب طموحه في قيادة ما وصفها بـ"حكومة المونديال"، في إشارة إلى المشاريع الوطنية المرتبطة باستضافة كأس العالم.

على الطرف الآخر، يستثمر حزب العدالة والتنمية، الذي يشغل موقع المعارضة، ملفات حساسة منها تحرير أسعار المحروقات والقضية الفلسطينية، ليبرز نفسه كصوت معارض وناقد للسياسات الحكومية الحالية، خاصة في ما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.

ويعبر أمينه العام عبد الإله بن كيران عن موقفه بحدة، مؤكدا على المسؤولية التي تحملها حزبه في تحرير الأسعار تحت رقابة أخلاقية، مع إدانة الاستغلال والربح الفاحش الذي يشهده السوق حاليا.

وفي الوقت نفسه، يظهر حزب الاستقلال في موقف داخلي متباين ضمن الأغلبية الحكومية، حيث عبر أمينه العام نزار بركة عن انتقادات صريحة لسياسة دعم مستوردي المواشي، مشيرا إلى عدم تحقيق هذا الدعم لأهدافه المرجوة على صعيد تخفيض الأسعار، مما يعكس وجود شرخ داخل التحالف الحكومي.

بينما يختار حزب الأصالة والمعاصرة مسارا وسطيا، محافظا على موقعه ضمن الحكومة لكنه يحاول إعادة بناء صورته السياسية وسط قضايا جنائية وأزمات داخلية، مع تأكيد قيادته على الاستعداد لخوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بطموح واضح.

وتتضح من خلال هذه التحركات أن الحملة الانتخابية بدأت فعليا قبل موعدها الرسمي، مع تصاعد الخطاب السياسي واستثمار مختلف الأحزاب في ملفات اجتماعية ووطنية، وسط ترقب عام لما ستسفر عنه هذه المعارك الخطابية من تأثير على المشهد السياسي المغربي.