مهرجان كناوة بالصويرة .. أولوية ثقافية أم غطاء لإهمال الأولويات ؟
تدوينة لحفيظ صادق
إلى أختي المواطنة، أخي المواطن بمدينة الصويرة: هل أنتم مع استمرار مهرجان كناوة بملايينه المخصصة، أم أن الأولوية اليوم أصبحت لبناء جامعة، وتأسيس شركات توفر فرص شغل حقيقية، وإحداث مراكز رياضية وثقافية، وإنشاء حدائق عمومية، وسكن لائق في متناول الساكنة؟ السؤال الجوهري المطروح اليوم هو: ماذا استفادت ساكنة مدينة الصويرة من مهرجان كناوة؟ بل دعوني أقولها بصراحة: هل تحوّل "مهرجان كناوة" إلى "مهرجان كلاونا"؟أين هي المشاريع التنموية التي أفرزها هذا الحدث السنوي؟ أين هو المشروع الناجح أو المبادرة الفعالة التي انبثقت عن هذا المهرجان لصالح شباب المدينة أو فقرائها؟ من هي الجهة التي تحكم قبضتها على ميزانيته ومداخيله؟
وهل استفادت الفئات الهشة من هذه المداخيل، أم أن الأموال ظلت حبيسة الحسابات البنكية لشركات لا تمتّ للواقع المحلي بصلة؟ نحن لا نعارض الثقافة، ولا نرفض الفن، ولكننا نطالب بالأولويات الحقيقية: تعليم، صحة، شغل، كرامة. فمن حق أبناء الصويرة أن يحلموا بجامعة قريبة، ومراكز تكوين، وفرص استثمار، بدل الاكتفاء بلحظات فرجوية عابرة، لا تسمن ولا تغني من جوع . لقد حان الوقت لإعادة ترتيب الأولويات. فهل نملك الشجاعة لطرح السؤال المحرج؟ وهل من يُصغي لنبض الشارع الصويري؟
