مهرجان موازين 2025 يُبهر الجماهير… أكثر من 3,75 مليون متفرج

يوليوز 2, 2025 - 08:52
 0
.
مهرجان موازين 2025 يُبهر الجماهير… أكثر من 3,75 مليون متفرج

اختتمت مساء السبت فعاليات النسخة العشرين من مهرجان "موازين – إيقاعات العالم"، الذي نظمته جمعية "مغرب الثقافات" تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وقد شهدت هذه الدورة حضورًا جماهيريًا استثنائيًا تجاوز 3,75 مليون متفرج، ما جعلها واحدة من أنجح الدورات في تاريخ المهرجان. وامتدت فعاليات المهرجان من 20 إلى 28 يونيو، حيث عاشت مدينتا الرباط وسلا تسعة أيام من الاحتفاء بالموسيقى والفن في أجواء نابضة بالحياة والثقافة.

هذا الإقبال الجماهيري الكبير عكس المكانة التي بات يحتلها موازين على الصعيدين العربي والدولي، بفضل تنوع برمجته الفنية وجودة عروضه وسهراته المجانية التي مكنت جمهورًا واسعًا من التفاعل مع موسيقى العالم. وشهدت منصات العرض الرئيسية اكتظاظًا غير مسبوق، في مشهد يعكس شغف الجمهور المغربي وارتباطه بالفن كمصدر للإبداع والتلاقي الإنساني. كما أبرز المهرجان التزامه المستمر بدعم الفنانين المغاربة، سواء المخضرمين أو الشباب، عبر منصاته المختلفة.

وقد تألق كبار نجوم الموسيقى العالمية في منصة السويسي، التي احتضنت سهرات لنجوم عالميين من طينة Kid Cudi، Becky G، aespa، Lil Baby، Wizkid، Afrojack، Lost Frequencies وغيرهم. بينما كانت أبرز لحظات هذه الدورة العروض المبهرة لكل من 50 Cent، ويل سميث، و"الغراندي طوطو"، والتي جمعت بين الإبهار البصري والمؤثرات الضوئية والتفاعل الجماهيري، ما حوّل سهرات السويسي إلى عروض عالمية راقية.

أما منصة النهضة، فكانت محجًا لعشاق الطرب العربي، إذ أضاء نجوم الصف الأول سماء المهرجان بأدائهم المتقن، من بينهم نانسي عجرم، شيرين عبد الوهاب، راغب علامة، ميريام فارس، محمد حماقي، وغيرهم، مقدمين ليالي طربية مزجت بين الحنين والتجدد. من جهتها، تميزت منصة سلا، المخصصة بالكامل للأغنية المغربية، بحضور جماهيري قوي، حيث أبدع فنانون مثل عبد العزيز الستاتي، نجاة اعتابو، الداودي، عادل الميلودي، وسامي راي، إلى جانب مواهب شبابية أثبتت مكانتها على الساحة الفنية.

وفي المسرح الوطني محمد الخامس، عاش الجمهور لحظات من الصفاء الفني والتأمل من خلال عروض جمعت بين الرقي والإبداع، قدمها فنانون مثل كاظم الساهر، ماجدة الرومي، صابر الرباعي، وائل جسار، وعبد الحليم حافظ بتقنية الهولوغرام. وقد تنوعت التجارب الموسيقية بين العمق الرومانسي والرسالة الإنسانية، ضمن أجواء حميمية امتزج فيها الأداء الصوتي بالروحانية.

كما احتضن موقع أبي رقراق برمجة موسيقية متنوعة من مختلف الثقافات، فاستمتع الجمهور بعروض أبدعها فنانون من إفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، فيما استعاد موقع شالة طابعه الروحي عبر عروض موسيقية صوفية وتأملية قدمها فنانون من ثقافات متعددة، أضفت على المهرجان لمسة وجدانية خاصة.

وقد واكبت هذه الدورة تغطية إعلامية واسعة محليًا ودوليًا، بأكثر من 500 صحفي معتمد، مع تفاعل كبير على شبكات التواصل الاجتماعي بلغ ملايين المشاركات، ما يؤكد أن مهرجان موازين لم يعد مجرد حدث موسيقي، بل تظاهرة ثقافية كبرى ترسخ إشعاع المغرب كأرض للانفتاح والتنوع والإبداع.

وفي ختام هذه الدورة المميزة، عبرت جمعية "مغرب الثقافات" عن امتنانها العميق لكل من ساهم في إنجاح المهرجان، من جمهور وفنانين ورعاة وشركاء وسلطات عمومية، مؤكدة أن دورة 2025 ستظل راسخة في الذاكرة الجماعية كعلامة فارقة في تاريخ التظاهرات الثقافية بالمملكة، وكرمز للاحتفال بالجمال الإنساني والتقارب بين الشعوب.