هل فعلا هي غير ضارة؟ إقبال كبير على السجائر المسخنة بالمغرب

تشهد الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة تزايدا ملحوظا في الإقبال على السجائر المسخنة، التي تعتبر بديلا للسجائر التقليدية.
ورغم الادعاءات التي تروج لها الشركات المصنعة بأنها أقل ضررا مقارنة بالسجائر التقليدية، إلا أن هذا المنتج يثير تساؤلات عديدة بشأن تأثيراته الصحية، خاصة في ظل غياب الدراسات الكافية التي تؤكد مدى سلامتها.
وبينما تتمسك الشركات المصنعة بسلامة هذه السجائر وتروج لها كخيار أقل خطورة، إلا أن الخبراء في مجال الصحة يشددون على ضرورة توخي الحذر. فعلى الرغم من تقليل بعض المخاطر المرتبطة بحرق التبغ، فإن النيكوتين الموجود في هذه السجائر يظل مادة ضارة ومسببة للإدمان، وقد يؤثر سلبا على الصحة بطرق متعددة.
وفي تعليقه على الموضوع، قال الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن 12.5 بالمائة من المراهقين في المدارس المغربية قد جربوا السجائر الإلكترونية، وأن الذكور يعانون من تعاطيها بمعدل أربع مرات أكثر من الإناث.
وأكد حمضي في تصريح لـ "تيليغراف.ما" أن هذه الظاهرة تبدأ في سن مبكرة، حيث يبدأ العديد من المراهقين في تجربة السجائر الإلكترونية قبل سن العاشرة.
ووفقا لذات المتحدث، تسعى صناعة التبغ إلى استقطاب الشباب من خلال استراتيجيات تسويقية شديدة التركيز على منصات التواصل الاجتماعي. مشددا على أن هذه المنتجات تعتبر "حصان طروادة" لإدمان الشباب، مما يسهل الانتقال إلى السجائر التقليدية في المستقبل.
وحذر من أن السجائر الإلكترونية، مثل السجائر التقليدية، تسبب أمراضا خطيرة مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي. موضحا أن استخدامها قد يؤدي إلى الإدمان ويضاعف من خطر تعاطي السجائر التقليدية.
كما أشار حمضي في تصريحه إلى تأثيرات التبغ على الصحة العامة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن التبغ مسؤول عن حوالي 8.3 مليون وفاة سنويا حول العالم.
وأوضح أن التبغ يعد من الأسباب الرئيسية للأمراض القلبية والسرطانية، ويقصر متوسط العمر المتوقع للمدخنين بثماني سنوات عن غير المدخنين.
في ذات السياق، أكد الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن صناعة التبغ تتحمل المسؤولية كاملة عن الأضرار الناجمة عن استراتيجياتها التسويقية، والتي تضر بالأجيال الجديدة. مطالبا باتخاذ إجراءات قوية لحماية الأطفال والمراهقين من هذا التهديد.
هذا، وشدد الطبيب على أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب تعاونا بين الحكومات والمجتمع المدني والأسر، مع التركيز على سن قوانين صارمة تحظر تسويق السجائر الإلكترونية وحمايتها للأطفال والشباب.