واشنطن تطلق مشروعا صناعيا ضخما لتجميع مقاتلات F-16 بالمغرب
في خطوة استراتيجية غير مسبوقة تعكس متانة العلاقات الدفاعية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، تم الإعلان رسميا عن إطلاق مشروع صناعي ضخم لتصنيع وتجميع هياكل مقاتلات F-16 من طراز "فايتينغ فالكون" داخل المنطقة الصناعية "ميدبارك" بالنواصر، ضواحي مدينة الدار البيضاء.
ويعد هذا المشروع من أبرز المحطات في مسار تطور الصناعات الدفاعية بالمغرب، حيث سيُمكّن المملكة من الالتحاق بنادي الدول المنتجة لتكنولوجيا الطيران الحربي المتقدم، ويعكس حجم الثقة التي تحظى بها البيئة الصناعية والمؤسساتية المغربية لدى كبريات الشركات الأمريكية المتخصصة، وعلى رأسها شركة "لوكهيد مارتن".
ويمثل هذا المشروع الصناعي رهانا استراتيجيا يروم تعزيز القدرات الإنتاجية للمملكة في مجال الصناعات الجوية، إلى جانب إحداث قيمة مضافة حقيقية من خلال نقل التكنولوجيا وتكوين الكفاءات الوطنية في مجالات دقيقة ترتبط بهندسة وصيانة الطيران.
ومن المرتقب أن يتولى المصنع إنتاج وتجميع أجزاء أساسية من الطائرة F-16، خاصة في نسختها الحديثة "F-16V Viper"، والتي تعد من بين أكثر الطائرات المقاتلة تطورا وانتشارا على الصعيد العالمي، بفضل تجهيزها برادار من نوع AESA وأنظمة تسليح متقدمة.
ويندرج هذا المشروع في إطار الشراكة الدفاعية القائمة بين الرباط وواشنطن، والتي تعززت خلال السنوات الأخيرة من خلال توقيع خارطة طريق للتعاون العسكري تغطي الفترة 2020-2030، وتهدف إلى تطوير القدرات العملياتية للقوات المسلحة الملكية.
ويأتي هذا التوجه في سياق سياسي واستراتيجي يجعل من المغرب حليفاورئيسيا للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، كما يمنحه موقعه الجيوستراتيجي دورا محوريا في استقرار وأمن منطقة شمال إفريقيا والساحل.



















































