الفحم الحجري يشوه المحمدية ويهدد صحة سكانها.. والجمعيات تدق ناقوس الخطر
تعيش مدينة المحمدية خلال الأشهر الأخيرة وضعا بيئيا مثيرا للقلق، بسبب انتشار ما يُعرف بالغبار الأسود الناتج عن استخدام الفحم الحجري في بعض الأنشطة الصناعية.
هذا التلوث المتزايد دفع جمعيات بيئية محلية إلى دق ناقوس الخطر، محذرة من استمرار اعتماد مصادر طاقة ملوثة تتنافى مع التوجهات الوطنية نحو الطاقات المتجددة.

الواقع البيئي بالمدينة يطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة في ظل استمرار ممارسات وصفتها الهيئات المهتمة بالشأن البيئي بـ"البدائية"، في إشارة إلى استخدام الفحم الحجري لتوليد الطاقة، رغم ما يترتب عن ذلك من تداعيات صحية واجتماعية تمس الساكنة بشكل مباشر.
وقد عبرت هذه الجمعيات في بيان مشترك عن رفضها القاطع لاستمرار الوضع، معتبرة أن المحمدية أصبحت نموذجا لتناقض فج بين الشعارات البيئية وبين ما يمارس على الأرض.
كما أشارت إلى أن تأثير هذه الملوثات لا يقتصر على المجال المحلي فحسب، بل يمتد إلى مناطق أخرى تعاني من الظاهرة نفسها، مثل آسفي وجرادة وواد زم.

من جهتهم، أشار عدد من الفاعلين المحليين إلى أن ما يُعرف بـ"الغبار الأسود" لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل تحوّل إلى عنصر يومي في حياة سكان المدينة، يتسلل إلى منازلهم، ويخنق هواءهم، ويهدد صحتهم، وسط غياب إجراءات حاسمة من الجهات المسؤولة.
دعوات الجمعيات لم تقتصر على المطالبة بوقف استخدام الفحم الحجري، بل امتدت لتشمل تحميل المسؤولية للشركات التي تخرق المعايير البيئية، مع مطالبة السلطات الحكومية باتخاذ قرارات جريئة تحفظ ما تبقى من التوازن البيئي داخل المدينة.
وفي ظل هذه المعطيات، تتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة البيئية، وسط تساؤلات مشروعة حول مدى جدية السياسات الوطنية في حماية البيئة، عندما يكون الواقع المحلي في بعض المدن أشبه بماكينة تبعث برسائل عكسية تماما.



















































