عادل الزبيري يكتب: ما معنى أن تكون مغربيا؟؟؟
عادل الزبيري - صحفي مغربي
تغمرني فرحة طفولية لا يمكنني وصفها، رغم أنني أجتاز من جديد، امتحانا حياتيا صعبا جدااا وقاسيا جدا، لأن أجد أمامه إلا صبرا جميلا وطويلا، عساني أخرج مشافى ومعافى من قسم الامتحانات الحياتية إلى رحابة الحياة التي أعتبر أنني خالقها إذا أحب عبدا ابتلاه، وأتمنى أن لي في محبة الله مكانا ولو صغيرا جداااا
من أجل وطني المغرب، أنا سعيد جدا، لأن القيادة الملكية الحكيمة جدا، مكنت أخيرا من قطاف ثمار طيبة لجهود استمرت لأكثر من ربع قرن، في تغيير قواعد إدارة المغرب للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية
رأيت في عيون مغاربة فرحا في ليلة استثنائية في شارع محمد الخامس في قلب العاصمة المغربية الرباط، الفرحون يحملون رايات مغربية، منهم من ركب شاحنة كبيرة في إعادة لسيناريو المسيرة الخضراء المظفرة التي مكنت المغرب من طرد المستعمر الإسباني من الأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية
لا يمكن لأي مواطن مغربي إلا أن بفرح كثيرا من أجل الوطن، لا يمكن للوطن إلا أن يكون عنصرا روحانيا للانتماء، لا يمكن للمواطن الصالح إلا أن يسعد من أجل قضية مصيرية كبرى، يجري حسمها في مجلس الأمن الدولي، باسم الشرعية الدولية، بطريقة تضمن تحت مظلة القانون الدولي، الحقوق التاريخية والشرعية للمملكة المغربية الشريفة
شارك جدي من والدتي في المسيرة الخضراء المظفرة، في قصة روى لنا مرارا في مجالس العائلة تفاصيلها، لأنه ذهب ممثلا بكل شجاعة للعائلة، وللقرية، باعتبار أنه كان سياسيا واعيا بقضايا المغرب، ومشاركا ميدانيا بالفعل في تأسيس خلايا الحركة الوطنية بين جبال الريف في شمال المغرب
وشارك جد والدي في معركة أنوال الشهيرة، عندما تأبط بندقيته، وترك جدي من والدي، طفلا صغيرا جدا، وثهب قمم سلسلة جبال الريف، لتنفيذ واجبه الوطني في الدفاع عن الوطن ضد المستعمر الغازي الإسباني، فيشقط شهيدا بضربة مدفع، من جيش الغزاة القشتاليين، بعد قنصه لعشرات الجنود الإسبان ببندقيته
لا يمكن لهذا الانتماء الوطني إلا أن يجعلني فخورا بمغربيتي، لأن لدي شرعية الانتماء بالنسب الشريف لمن قدم التضحيات الغاليات الصادقات، ما انتظار مقابلا ولا ثمنا، ولكن من باب أن حب الأوطان من الإيمان، في عقيدة توارثتها العائلة
بقيادة ملكية سامية وحكيمة، حصل المغرب على تصويت إيجابي وتاريخي لصالح شرعية مقترح الحكم الذاتي المغربي للأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية، في خطوة احتاجت سنوات طوال من العمل، لترسيخ الحق المغربي من قاعة مجلس الأمن الدولي، في انتظار خطوات مقبلة لتصفية هذا الملف، وفق الرؤية المغربية، ويعود الجار الشرقي عن غيه التاريخي، لأن الجزائر عدو تاريخي للمملكة المغربية الشريفة
ولكن القيادة الملكية الحكيمة، في لحظة وطنية استثنائية، قدمت رؤية مغربية تعكس الرفعة الكبيرة عن الحروب الصغيرة، وتجاوزا عن كل المآمرات القادمة الشرق المغربي، من الجار الجزائري، ليجدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إعلان مد اليد، في اتجاه الجزائر لحوار استراتيجي ثنائي بين الجارين المغاربيين الكبيرين
كما أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، برؤية القائد الحكيم، فتح المغرب أمام المغاربة المغرب بهم في مخيمات العار في تندوف في الجزائر، للعودة الاختيارية إلى المغرب، في انتصار للمشترك المغربي للدم، وفي رسالة لا تأتي إلا من الزعماء الذين يكتبون التاريخ
في لحظة انتصار تاريخي دبلوماسي مغربي، لم تتوقف ماكينات الجيران للشرقيين، بل مرت إلى سرعة جديدة، لأن السعار كان كبيرا، مع العلم أن المغرب الرسمي بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لا يريد إلا كل خير للجزائر، وهذه سياسية مغربي. استراتيجية تحمل اسم سياسية اليد الممدودة منذ صيف العام 1999، تاريخ وصول صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى العرش العلوي
فارق كبير بين المملكة المغربية الشريفة التي تريد المستقبل الممكن إفريقيا ومغاربيا، وبين من لا يزال يسكن في التاريخ البائد، الذي ماؤس فيه كل أسكال سوء الجوار، بداية بعض أيد الأخ الكبير الذي ساهمت بشكل كبير في استقلال الجزائر، وإمعانا في سياسة خارجية قائمة على مخططات لتقسيم جغرافيا الأخ الأكبر
وبما أن الله يخص المملكة المغربية الشريفة تاريخيا بحفظه، ولو أن المغاربة ضحوا بالغالي وبالنفيس، وسقت دماء شهداء المغرب رمال الصحراء الطاهرة، نجى المغرب من كل الشراك التي كانت وراءها الجزائر، وخرج المغرب أكثر عزما وقوة وإصرارا، وقدرة على مواصلة البناء الداخلي والخارجي بطل حكمة وبكل قدرة على رؤية الوجه في المرآة بطل واقعية وبكل جرأة
يستعد المغرب لمرحلة جديدة من تدبير النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وفق منطق رابح رابح، وعلى أساس أن الوطن غفور رحيم، وأن الاتحاد هو الذي يمنح القوة، وأن احترام الجوار من أخلاق الأمم الكبرى وليس من أخلاق من صنع له الاستعمار دولة ورسم له حدودا تحت أصوات المدافع في النصف الأول من القرن العشرين
الانتماء إلى المغرب يقتضي التصفيق بحرارة لكل إنجاز تاريخي يقوم به المغرب في ملف ثقيل له انعكاس على مستقبل المملكة المغربية الشريفة


















































