بقرار من ترامب.. قناة "الحرة" تغلق أبوابها بعد 23 عاما من البث

أوقفت قناة "الحرة" الأمريكية بثها بشكل نهائي، بعد مسيرة إعلامية استمرت لما يزيد عن عشرين عاما، حيث أغلقت مكاتبها في كل من واشنطن ودبي، وتم تسريح جميع العاملين بها، في خطوة وصفت بالمفاجئة داخل الأوساط الإعلامية.
وجاء قرار الإغلاق في ظل أزمة تمويل خانقة، تعزى إلى أمر تنفيذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قضى بوقف الدعم المالي المخصص للقناة، ورغم أن الكونغرس وافق لاحقا على إعادة التمويل في مارس الماضي، إلا أن الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي امتنعت عن صرفه، دون تقديم توضيحات رسمية، ما دفع إدارة القناة للدخول في مسار قضائي لاسترداد حقها في التمويل العمومي.
وفي بيان نشر على الموقع الرسمي للقناة، قال المدير التنفيذي، جيفري غدمين، إن ما وصفها بـ"وزارة الكفاءة الحكومية" والمستشارة كاري ليك تتحملان مسؤولية تعطيل الدعم، مضيفا: "لم يتح لنا سوى خيار واحد بعد تجميد غير قانوني للتمويل، رغم مصادقة الكونغرس عليه".
وكانت قناة "الحرة" قد انطلقت يوم 14 فبراير من عام 2004 كمبادرة إعلامية موجهة إلى الجمهور العربي، ضمن مشروع تموله الحكومة الأمريكية بهدف "نشر قيم الديمقراطية والحرية"، وفي عامها الأول، خصص لها تمويل يتجاوز 62 مليون دولار، قبل أن يتم إطلاق قناة "الحرة عراق" عام 2006 بدعم إضافي قدره 40 مليون دولار.
ورغم انتشارها في المنطقة العربية، ظلت القناة ممنوعة من البث داخل الولايات المتحدة بفعل قانون "سميث-موندت" الذي يمنع استخدام الوسائل الإعلامية الممولة من الحكومة الفيدرالية للتأثير على الجمهور المحلي الأمريكي.
وقد أسس القناة نورمان باتيز، أحد أبرز الشخصيات في مجلس البث الحكومي، وهو الجهاز الذي يشرف على مؤسسات إعلامية أخرى مثل "صوت أمريكا" و"راديو أوروبا الحرة".
وإلى حدود اللحظة، لم يصدر أي تعليق من الوكالة الأمريكية للإعلام الدولي بشأن هذه التطورات، في حين تصر إدارة "الحرة" على مواصلة إجراءاتها القانونية لاستعادة التمويل واستئناف عملها.