هولماركوم تتجه إلى الاستحواذ على BMCI بنك
دخلت مجموعة هولماركوم في مفاوضات متقدمة مع المجموعة الفرنسية BNP Paribas لاقتناء حصتها في فرعها المغربي BMCI، في خطوة تُعد جزءاً من استراتيجية إعادة رسم خريطة القطاع البنكي الوطني.
وتأتي هذه المفاوضات في سياق خطة أوسع لـBNP Paribas تهدف إلى تقليص حضورها في بعض الأسواق الإفريقية، بينما تسعى هولماركوم إلى توسيع قطبها المالي المتنوع بعد استحواذها على “مصرف المغرب”.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن قرار BNP Paribas التخارج من المغرب أصبح شبه محسوم منذ عدة أشهر، بعد سلسلة عمليات بيع وتصفية لأنشطتها في عدد من الدول الإفريقية.
ويُعتبر BMCI، الفرع المغربي للمجموعة، الحلقة الأخيرة في هذا المخطط، ما دفع إدارة البنك إلى البحث عن مستثمر إستراتيجي محلي أو إقليمي لتسريع العملية.
من جهتها، تواصل هولماركوم تنفيذ استراتيجية توسع قوية في الخدمات المالية، إذ استكملت في 2022–2023 اقتناء نحو 78,7% من رأسمال “مصرف المغرب” في صفقة بلغت قيمتها حوالي 4,8 مليارات درهم، قبل أن تطلق في 2024 عرضاً عمومياً لبيع نحو 11,3% من رأسمال البنك في البورصة بهدف توسيع قاعدة المساهمين وتمويل خطة نمو طموحة.
وتُعتبر عملية اقتناء BMCI امتداداً منطقياً لبناء قطب مالي متكامل يتمتع بتموقع وازن في السوق المحلية وآفاق توسع قاري.
ويُعد BMCI من بين البنوك التجارية الكبرى بالمغرب، تأسست جذوره التاريخية مطلع القرن العشرين، وتمتلك شبكة وكالات واسعة وخدمات متنوعة موجهة للأفراد والمقاولات.
وتُظهر البيانات المالية للبنك لسنة 2024 استمرار تحسن النتائج، ما يعزز جاذبيته لدى المستثمرين الاستراتيجيين الراغبين في التوسع في القطاع البنكي المغربي.
كما حصلت BMCI خلال 2025 على موافقة أجهزتها المسيرة لاقتناء كامل أسهم فرعها المعلوماتي BDSI، تمهيداً لعملية اندماج-استيعاب قبل نهاية السنة، بهدف تبسيط الهيكلة وتعزيز التحكم في النظم المعلوماتية وتقليص تكلفة الاستعانة بمصادر خارجية.
وتعتبر هذه الخطوة التنظيمية تمهيداً لتسهيل تقييم البنك من قبل أي مستثمر جديد والتفاوض حول شروط الاستحواذ.
وفي حال إتمام المفاوضات وتوقيع الاتفاق النهائي، سيصبح هولماركوم المساهم المرجعي في BMCI إلى جانب سيطرته على “مصرف المغرب”، ما سيؤدي إلى تشكل قطب بنكي مغربي كبير يضم مصرفين مدرجين في البورصة.
من المتوقع أن تعتمد هولماركوم في تمويل عملية الاستحواذ على مزيج من الموارد الذاتية والتمويلات البنكية، وربما شراكات مع مؤسسات مالية دولية، مستفيدة من اتفاقاتها السابقة مع مؤسسات مثل مؤسسة التمويل الدولية لدعم توسعها المالي.
هذا التطور يعكس دينامية واضحة لهولماركوم في إعادة رسم ملامح القطاع البنكي المغربي، ويضع BMCI في موقع محوري ضمن مستقبل التجمعات المالية الوطنية.



















































