ترامب يختتم جولته الخليجية بإبرام اتفاقات ضخمة

ماي 16, 2025 - 12:23
 0
.
ترامب يختتم جولته الخليجية بإبرام اتفاقات ضخمة

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة 16 ماي 2025، زيارته إلى منطقة الخليج بحط رحاله في دولة الإمارات، بعد أن زار كلا من السعودية وقطر، معلنا عن حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية بمليارات الدولارات، إلى جانب خطوات دبلوماسية لافتة تجاه سوريا وإيران.

وتميزت الجولة، وهي الأولى خارجيا خلال ولايته الثانية، بتوقيع اتفاقات تجارية وصناعية ضخمة، أبرزها صفقة لبيع طائرات بوينغ تتجاوز قيمتها 200 مليار دولار، بالإضافة إلى اتفاقيات تسلح مع السعودية وصفها البيت الأبيض بأنها "الأضخم في التاريخ"، كما أعلنت الرياض نيتها استثمار 600 مليار دولار في مشاريع متنوعة.

وفي تحول لافت، التقى ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع خلال زيارته للرياض، وهو أول اجتماع بين زعيم أميركي ونظيره السوري منذ ربع قرن، حيث أفضى اللقاء إلى إعلان رفع العقوبات الأميركية التي فرضت على دمشق منذ عقود، مع اشتراط واشنطن تطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل.

وفي الدوحة، وصف ترامب صفقة الخطوط الجوية القطرية مع بوينغ بأنها "قياسية"، وأكد اقتراب التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، ما تسبب في انخفاض فوري بأسعار النفط، لكن الرئيس الأميركي لم يحقق أي تقدم ملموس في ملف وقف الحرب على غزة، رغم دور قطر المحوري في الوساطة.

أما في محطته الأخيرة بأبوظبي، فقد شارك ترامب في منتدى اقتصادي إماراتي أميركي، قبل أن يزور مجمع العائلة الإبراهيمية الذي يرمز للتعايش بين الديانات، كما كانت الإمارات قد أقامت علاقات رسمية مع إسرائيل ضمن اتفاقيات أبراهام عام 2020 التي رعتها واشنطن خلال ولاية ترامب الأولى.

وخلال لقائه مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، جرت مناقشات موسعة حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث أفادت وسائل إعلام إماراتية بأن البلدين يتجهان نحو إعلان شراكة استراتيجية في هذا المجال، في وقت تسعى فيه أبوظبي لترسيخ موقعها كرائد إقليمي في قطاع التقنيات الحديثة.

وفي سياق متصل، كشفت تقارير أن الإدارة الأميركية ألغت مؤخرا قيودا فرضتها إدارة بايدن السابقة على تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي، ما فسح المجال أمام صفقات جديدة، كما يعتقد أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد كان له دور في هذا التحول، بعد زيارته إلى واشنطن في مارس الماضي.

كما التزمت الإمارات باستثمار 1,4 تريليون دولار في الاقتصاد الأميركي خلال العقد المقبل، في وقت وقعت فيه اتفاقيات إضافية تتعلق بالطيران والطاقة، من بينها مشاركة "أدنوك" في مشروع أميركي بقيمة 60 مليار دولار.

ورغم الترحيب الكبير الذي حظي به ترامب في العواصم الثلاث، فقد أثارت بعض المبادرات انتقادات حادة من خصومه الديمقراطيين في الداخل، خاصة بعدما عرضت قطر طائرة فاخرة عليه كهدية، وهو ما وصفوه بمظهر من مظاهر "الفساد السياسي".

وأعادت الجولة، التي قال ترامب إنها "حققت تريليونات من الدولارات"، تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة، لكنها فتحت في الآن ذاته الباب لنقاش واسع حول مآلات التقارب الجديد مع أطراف كانت حتى الأمس القريب تصنف خصوما للولايات المتحدة.