دراسة: الحرمان من النوم يعطل فائدة الرياضة ويضر الدماغ والقلب
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوبسالا السويدية عن معطيات مقلقة تربط بشكل مباشر بين قلة النوم وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي أجريت على عينة من الشباب الأصحاء، أن النوم المتقطع لمدة ثلاث ليالٍ بمعدل لا يتجاوز أربع ساعات في الليلة، يؤدي إلى تغييرات خطيرة في مكونات الدم، وعلى رأسها ارتفاع مستويات البروتينات الالتهابية.
وأفادت الدراسة، التي نشرت تفاصيلها صحيفة "إندبندنت"، أن هذه البروتينات، والتي يفرزها الجسم عادة كرد فعل للتوتر أو لمحاربة العدوى، تتحول إلى عنصر خطر عند استمرار ارتفاعها، حيث تساهم في تلف الأوعية الدموية وتزيد من احتمال الإصابة بقصور في عضلة القلب وأمراض الشرايين التاجية واضطرابات في نظم القلب.
كما بينت الدراسة أن تأثير الحرمان من النوم يمتد إلى تقليل فعالية التمارين الرياضية، حيث لوحظ انخفاض في الاستجابة الطبيعية للبروتينات المفيدة مثل "إنترلوكين-6" و"BDNF"، وهما عنصران أساسيان لدعم صحة القلب والدماغ.
ولفت الباحثون إلى أن هذه التغييرات السلبية في الدم ظهرت بشكل واضح حتى في صفوف المشاركين الأصحاء، مما يؤكد أن قلة النوم قد تشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة بغض النظر عن العمر أو البنية الجسدية.
ومن بين النتائج اللافتة التي سجلها الفريق العلمي، تبين أن توقيت سحب عينات الدم لعب دورا محوريا في تحديد نسب البروتينات، حيث ظهرت الفروقات بين الصباح والمساء بشكل أوضح لدى الأشخاص المحرومين من النوم، ما يسلط الضوء على الارتباط الوثيق بين الساعة البيولوجية للجسم والتغيرات الكيميائية في الدم.
وتؤكد هذه النتائج، وفق الباحثين، أن إهمال النوم أو التضحية به بسبب ضغوط العمل أو العادات اليومية، ليس مجرد أمر ثانوي بل يشكل خطرا مباشرا على سلامة القلب، ويدعو إلى إعادة النظر في نمط الحياةاليومية.



















































