هل تستعد الجزائر للحرب؟ فيديو دعائي لاستعدادات الجيش الجزائري
بينما ينشغل المغرب في حصد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء وتأكيد المجتمع الدولي على أن مبادرة الحكم الذاتي هي الخيار الأكثر جدية وواقعية ومصداقية، يبدو أن الجارة الشرقية قررت أن تسلي نفسها قليلا.
وزارة الدفاع الجزائرية أطلقت فيديو دعائيا تحت عنوان "سيادة الجزائر خط أحمر"، يتضمن مشاهد الدبابات والأسلحة الثقيلة، ومصحوب بخطاب حماسي من الرئيس تبون يشرح فيه أن الجزائر لا تحب الحرب… لكنها تعرف قيمتها جيدا، في إشارة لا تخلو من درامية تاريخية معتادة.
الفيديو الذي بثته قناة "الجزائر الدولية" يشبه كثيرا تلك الإعلانات العسكرية التي تبث في ساعات الفراغ، حين لا يكون هناك شيء أكثر أهمية لتقاسمه مع الرأي العام.
وبين مشاهد الدبابات المتزحلقة والصواريخ اللامعة، يعلو صوت تبون ليخبرنا أن بلاده "لا تتعدى على أحد، ولا تحب الحرب"، لكنها في الآن ذاته "لن تقف مكتوفة الأيدي". ما يعني ببساطة: "نحن لا نريد المشاكل، لكن إن أردتم... فلدينا مؤثرات بصرية".
وفي المقابل، المملكة المغربية لا تبدو مهتمة كثيرا بهذا النوع من العروض، فبين زيارة رئيس حكومة إسبانيا، وتصريحات باريس الداعمة، وتقرير واشنطن الذي يدعو بوضوح إلى دعم الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، لا وقت لديه للرد على فيديوهات ممنتجة ببرامج المونتاج الحربي. فالفرق واضح جدا، الرباط في زمن الاعترافات الدبلوماسية والزيارات الرسمية، والجزائر في زمن الفيديوهات والرسائل المشفرة.
وفي ظل الدينامية المتسارعة التي تعرفها قضية الصحراء المغربية على المستوى الدولي، يقترب الإعلان الرسمي عن افتتاح قنصلية فرنسية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في خطوة يُرتقب أن تُشكّل تحولا دبلوماسيا لافتا في موقف باريس.
وينظر إلى هذه الخطوة المرتقبة كترجمة ملموسة للدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، ورسالة سياسية واضحة تعزز موقع المغرب في معادلة النزاع الإقليمي، في وقت تزداد فيه عزلة الأطروحة الانفصالية، وتتوالى الاعترافات بمغربية الصحراء من عواصم ذات وزن على الساحة الدولية.
